responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 10

الظاهر والمظاهر

إلهي.. يا محتجبا بحجاب الغيب المطلق..

لقد رحت لكل شيء أسأله عنه، وعن سره، فدلني عليك..

أخبرتني الزهرة أنها وعطرها وجمالها لم تكن لولاك..

وأخبرتني أن الذي ذاب في حبها يكذب على نفسه، وعليها، لأنها ليست سوى نقطة من محيطات جمالك الذي لا حدود له.

وأخبرني الكرم والرحمة واللطف المتجلي في كل شيء بأنه منك بدأ، وإليك يعود، وأنه ليس سوى مظهر من مظاهر كمالك الذي تجلى في الأشياء، ولا وجود له لولاك.

وعندما سألت كل العاشقين عن سر عشقهم أخبروني أنهم تاهوا في تلك التقاسيم الجميلة، والأفواه العذبة، والعيون الحوراء، والابتسامات الآسرة..

وعندما رحت أسألها جميعا عنها وعن سرها أخبرتني أنها أشباح لولاك..

فأنت سر الجمال والبهاء المودع فيها، ولولاك لبقيت في عالم الظلمات المطبقة التي لا محل فيها لأي جمال ولا لأي بهاء، ولا لأي وجود.

وعندما رحت أسأل العلماء والفلاسفة عن سرهم أخبروني أنهم غرقوا في بحر الأسرار المودعة في عوالم الحس والمعاني..

وعندما تركتهم، ورحت أسألها عن سرها، وسر تعلق العلماء والفلاسفة بها أخبرتني أنهم لم يتعلقوا بها، وإنما تعلقوا بصاحبها الذي لا حدود لإبداعه، ولا قيود لكماله..

وأخبرتني أن سر حجابهم انشغالهم بالمظاهر عن الظاهر، وبالأشياء عن مشيئها،

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست