responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

القريب المجيب

إلهي.. أيها القريب المجيب الذي تعالى أن يحتاج إلى المكان أو التنقل.. فهو الغني بذاته عن كل شيء.. وتعالى عن الحدود، فهو المطلق الذي يحيط بكل شيء.. وتعالى عن الحلول والاتحاد، فهو المنزه عن أن يكون فيه جزء من مخلوقاته، أو يكون فيهم جزء منه.

إلهي.. لقد تاه الكثير من خلقك ـ عندما أعملوا عقولهم القاصرة في معاني قربك.. فبعضهم راح ينفيه، ويزعم أن قربك من خلقك ليس سوى علمك بهم، وإجابتك لدعائهم مع أنك صرحت في كتابك العظيم بقربك الحقيقي، لا بقربك المجازي.

لقد قلت ـ يا رب ـ في كلماتك المقدسة تبشرنا بقربك الحقيقي منا: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7]

وأخبرت الذين يستخفون بأنك معهم، ولست بعيدا عنهم، فقلت: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُم} [النساء 108]

وأبلغتنا بتلك البشارة العظيمة التي أخبرتنا فيها بمعيتك المطلقة، فقلت: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد 4]

بل أخبرتنا أن قربك منا لا يمكن تصور مدى حدوده، فقلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق 16]

يا رب.. آمنا بما أنزلت.. وصدقنا بما ذكرت.. وصدقنا رسولك حين قال لمن

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست