اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 97
يراقب
الموقف بمثل هذه العزلة والطريقة النقدية لا بد من أن يكون شيئا آخر يختلف كليا عن
فعل الأعصاب اللاإرادي، ومع أن مضمون الوعي يتوقف إلى حد كبير على النشاط،
فالإدراك نفسه لا يتوقف على ذلك.
وباستخدام
هذه الأساليب المراقبة استطاع بنفيلد أن يرسم خريطة كاملة تبين مناطق الدماغ المسؤولة
عن النطق والحركة وجميع الحواس الداخلية والخارجية غير أنه لم يكن في المستطاع
تحديد موقع العقل أو الإرادة في أي جزء من الدماغ، فالدماغ هو مقر الإحساس
والذاكرة والعواطف والقدرة على الحركة، ولكنه ليس مقر العقل أو الإرادة.
وقد
أعلن بنفيلد عن نتائج أبحاثه قائلا: (ليس في قشرة الدماغ أي مكان يستطيع التنبيه
الكهربائي فيه أن يجعل المريض يعتقد أو يقرر شيئا، والقطب الكهربائي يستطيع أن
يثير الأحاسيس والذكريات غير أنه لا يقدر أن يجعل المريض يصطنع القياس المنطقى، أو
يحل مسائل فى الجبر، بل إنه لا يستطيع أن يحدث فى الذهن أبسط عناصر الفكر المنطقي،
والقطب الكهربائي يستطيع أن يجعل جسم المريض يتحرك، ولكنه لا يستطيع أن يجعله يريد
تحريكه، إنه لا يستطيع أن يكره الإرادة، فواضح أذا أن العقل البشرى والإرادة
البشرية ليس لها أعضاء جسدية)
بعد
هذا الاكتشاف، والذي أعقبته اكتشافات كثيرة تدل على ضرورة وجود العقل، وكونه كائنا
آخر غير الجسد، نختم هذا المبحث ببعض ما ورد في حوارية ذكرها د. عمرو شريف في كتابه المهم [رحلة عقل]، وقد جرت ـ كما يذكر ـ بينه والدكتور جي موريلاند من جهة، باعتبارهما يمثلان
الفكر الإيماني، مع بعض الملاحدة الماديين [1].
وقد بدأ فيه الملحد سؤاله عن تعريف الوعي، فأجاب
المؤمن بقوله: (الوعي هو
[1]
انظر: رحلة عقل، د. عمرو شريف، ص 233، فما بعدها.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 97