responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 93

الفعل إزاء الشىء المبصر والذى يجعلنا نميل إليه أو يدفعنا بعيدا عنه)[1]

وهكذا نحن نملك القدرة على (إدراك ماهية الأشياء، وهو أمر لا تستطيع الحواس القيام به، ولا ملكة الخيال ذاتها، فإذا حاولنا مثلا أن نتخيل ما هو الحيوان فالصورة التى ترتسم فى أخيلتنا الحسية تختص بحيوان بعينه له صفات محددة من حيث الحجم والشكل واللون ومن المستحيل تكوين صورة حسية لما يشترك فيه جميع الحيوانات ومع ذلك فليس من المستحيل على العقل أن يفهم ما هو الحيوان)[2]

بل نحن نملك القدرة على إدراك أشياء أكبر بكثير، مثل (المكان الذى يتحدث عنه أينشتاين)، والذي لا يمكن تصوره، كما قال عالم الفيزياء الفلكية [وليم كوفمان]: (ومن المستحيل عمليا أن نتصور متصل المكان والزمان الملتوى ذا الأبعاد الأربعة)، فالمكان الرباعى الأبعاد لا يستطيع أن يحس به أو يتخيله حتى علماء الفيزياء والرياضيات، ولكن يمكن فهمه.

وبذلك فإن العقل فى مجال العلوم (يسمو على قيود الخيال، وهو حاسة داخلية فالعقل البشرى إذا ليس متميزا من الخيال فحسب بل هو قدرة إدراكية تفوقه بكثير والعقل لا الحواس هو الذى يصنع العلم لأنه وحده يستطيع أن يستكشف ماهية الأشياء وعللها)[3]

بل نحن نملك القدرة على أشياء أكبر من الإدراك نفسه، وهى الإرادة (ومن اليسير التمييز بين الإرادة والعاطفة لأن الاثنين يمكن أن تتصادما والأعمال الجريئة تبرهن على أن الإرادة تفرض نفسها حتى على الخوف من الموت فالعواطف تثيرها الحواس ولكن الإرادة


[1] المرجع السابق، ص31.

[2] المرجع السابق، ص32.

[3] المرجع السابق، ص32.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست