اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85
وقد
وصف العالم النفسي [فرانك ت. سفرين] هذه الحركة الجديدة بقوله: (إن أتباعها لا
يتكلمون بصوت واحد، ولا يشكلون مدرسة فكرية مستقلة، ولا هم متخصصون في أي مجال ذي
مضمون محدد. بل إن كل ما يجمع بينهم هو الهدف المشترك المتمثل في (أنسنة) علم
النفس. ففي اجتماع وطني للرابطة الأمريكية لعلم النفس عقد في عام 1971، قررت هذه الحركة
الجديدة أن تطلق على نفسها اسم (علم النفس الإنساني)[1]
وقد شرح
العالم النفسي [ايرفن ل. تشايلد]، الأستاذ بجامعة بيل، المنحى الأساسي لعلم النفس
الجديد فقال: (يعرف علم النفس الإنساني بالإنسان الذي يتخذه نموذجاً له، وبإصراره
على أن جملة المعارف العلمية ستتنامى بأقصى قدر من المنفعة إذا هي اهتدت بتصور
للإنسان كما يعرف هو نفسه، لا بأي محاكاة غير إنسانية) [2]
وقد
علل هذا بأن ما قام به الماديون من اختيار نماذج أخرى للتعبير عن الإنسان أو وصفه
كانوا مخطئين فيها، (فما الذي يجعلنا بحاجة إلى نموذج للإنسان إذا كنا نحن أنفسنا
من بني الإنسان، فالنموذج شبه مؤقت يؤخذ من شيء يقع خارج موضوع البحث ذاته. وهو
يفيد حين تكون طبيعة الشيء بعيدة عنا أو مبهمة. فالنموذج الكوكبي للذرة الذي وضعه [نيلزبور]
يفيد في أغراض معينة، إذ لا سبيل أمامنا لنعرف ما هي أحاسيس الذرة، ولكن لدينا بالفعل
معلومات من داخلنا عن كيفية إحساس الإنسان بنفسه)[3]
وبناء
على ذلك، (فعلم النفس الإنساني، إذاً، يتكون من جميع تيارات علم النفس الفكرية
التي ينظر فيها إلى الإنسان، على نحو ما، كما ينظر هو عادة إلى نفسه، أي بوصفه
إنساناً، لا مجرد حيوان أو آلة. فالإنسان قوة واعية، وهذه هي نقطة الانطلاق. فهو
يجرب،