responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 74

كما كانت.

فهو يشعر دائما، وفي جميع مراحل حياته بأنه هو (الانسان السابق)، الذي وجد منذ عشرات السنين، ولكنه لايحس بأن شيئا من أعضائه قد تغير، ابتداء من أظافر رجليه حتى شعر رأسه.

وبذلك فإنه لو كان الانسان يفنى بفناء الجسم، لكان لازما أن يتاثر على الأقل بفناء الخلايا وتغيرها الكامل، ولكننا نعرف جيدا أن هذا لايحدث؛ وهذا الواقع يؤكد أن (الانسان) أو (الحياة الانسانية) شيء آخر غير الجسم، وهي باقية رغم تغير الجسم وفنائه، وهو كنهر مستمر فيه سفر الخلايا بصفة دائمة.

وبذلك يمكن تعريف الإنسان أو الشخصية ـ كما يذكر وحيد الدين خان ـ بأنها (عدم التغير في عالم التغيرات) [1]، (ولو كان الموت فناء (للانسان)، فمن الممكن ان نقول ـ بعد كل مرحلة من مراحل حدوث هذا التغير الكيماوي الذي يجري في الجسم ـ إن الانسان قد مات، وإنه يعيش حياة أخرى جديدة بعد موته! ومعناه أن الرجل الذي أراه في الخمسين من عمره، وهو يمشي في الشارع على رجليه، قد مات خمس مرات في هذه الحياة القصيرة؛ فاذا لم يمت هذا الإنسان بعد فناء أجزاء جسمه المادية خمس مرات، فكيف أستطيع أن أعتقد بأنه مات في المرة السادسة على وجه اليقين؟ ولاسبيل له الآن إلى الحياة؟)[2]

ويذكر وحيد الدين خان ردود أصحاب الفلسفة المادية على هذا الدليل، والتي لخصها [السير جيمز] بقوله: (إن (الشعور) لايوجد كوحدة، وانما هو وظيفة، وتفاعل وتنسيق وقد أصر الكثيرون من فلاسفتنا المحدثين على أن (الشعور) في ذاته ليس الا التفاعل والرد العصبي لما يحدث من حركة ونشاط في العالم الخارجي. وبناء على هذه


[1] المرجع السابق، ص85.

[2] المرجع السابق، ص85.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست