اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 65
وهو من
الأدلة الواضحة، التي تسلم لها جميع العقول؛ فـ (الحركة لا يمكن رصدها إلا من
خارجها، فلا يمكن لأحد أن يدرك الحركة وأن تتحرك معها في نفس الفلك وإنما لا بد من
عتبة خارجية تقف عليها لترصدها) [1]
وكمثال
على ذلك ـ يورده مصطفى محمود ـ (تأتي عليك لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع
أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته.. لا تستطيع إدراك
هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج.. ونفس
الحالة في قطار يسير بنعومة على القضبان.. لا تدرك حركة مثل هذا القطار وأنت فيه
إلا لحظة شروعه في الوقوف أو لحظة إطلالك من النافذة على الرصيف الثابت في الخارج..
وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض.. كما
لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها وإنما تستطيع رصدها من القمر)
[2]
وبناء
على هذا كله لا يستطيع الإنسان أن يحيط بحالة إلا إذا خرج خارجها..
وهذه
القاعدة يمكن تطبيقها مع الزمن، ذلك أننا (ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن
الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر ـ أي
على عتبة خلود ـ ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن
ندرك هذه الثواني أبدا، ولانصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا)
[3]
والنتيجة
التي تدل عليها هذه الحقيقة هي (أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن إطار المرور
الزمني ـ أي خالد ـ هو الذي يلاحظ الزمن من عتبة سكون ويدركه دون أن