اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 561
وما
أشار إليه القرآن الكريم من أنواع النعيم الحسي المرتبط بهم مجرد نماذج، لأن
النعيم الحقيقي المهيأ لهم لا يمكن وصفه، وقد ورد في الحديث أن
موسى عليه السلام سأل ربه عن أدنى أهل الجنة منزلة أجابه، لكن عندما سأله عن
أعلاهم منزلة قال:(أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين
ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر)[1]
وفي
الحديث القدسي الجليل قال a:(قال اللّه تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر) [2]
ولهذا
عندما ذكر الله هؤلاء المقربين العارفين بربهم الساجدين بكل كيانهم له، فقال ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا
خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة: 15، 16] ذكر بعدها ما أعد لهم من النعيم، فقال: ﴿فَلَا
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]