responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 532

نمام)[1]

وهكذا في تأويلهم لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، واعتباره غير مطلق، ذلك أنهم يذكرون خروج الموحدين من النار، وبذلك يضمنون له الخروج مع أن الله تعالى لم يخبر عن خلوده في جهنم فقط، وإنما أخبر عن غضبه عليه.

بل إنهم يجعلون التوحيد وحده كاف لرفع العقوبة عن كل الجرائم حتى لو ظلت ملكاتها موجودة في النفس، مثلما أن رجلا جاء إلى النبي a، فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل له من توبة؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنك رسول الله، قال: نعم،، تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن، قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى[2].

وبناء على هذا؛ فإنا نرى أن كل النصوص الدالة على الخلود في جهنم باقية على معناها في حق الموحدين أو غيرهم، ولكن على المعنى الذي ذكرناه، وهو ارتباط الخلود بالتطهر التام من عواقب الأعمال، والآثار المشكلة لها في الهيئة النفسانية.

ذلك أن الجنة لا يدخلها إلا الطاهرون الطيبون.. ولذلك إن أدخل إليها من بقي في نفسه آثار النميمة، فسيسعى بالنميمة بين أهل الجنة.. وإن أدخل إليها من أشرب حب الدياثة، فستكون شهوته هناك بناء المواخير ونشر الرذيلة.. وإن أدخل إليها من أدمن القتل والعدوان، فسيجعل الجنة دار حرب.

ولذلك قد يكون للإسلام دور في نجاته من الشرك، وتعرفه على حقائق الوجود،


[1] رواه البخاري (6056) ، ومسلم (105).

[2] رواه الطبراني في المعجم الكبير (7/314).

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 532
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست