responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 530

حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ [الشورى: 16]

وهؤلاء جميعا تدل النصوص المقدسة على أنهم يتعرضون لأشد أنواع العقوبات، وهي الخلود في جهنم.. وهي المسألة التي أثيرت حولها الكثير من الشبهات، وفسرت بالكثير من التفاسير، وقد عرضنا للأقوال الواردة فيها بتفصيل في كتاب [أسرار الأقدار][1]

ونرى ـ احتراما للنصوص المقدسة ـ أنه لا يمكن أن نحرف الكلم عن مواضعه؛ فالوعيد الإلهي بالخلود، أو بعدم الخروج من النار واضح في حق هؤلاء.. كما سنرى فيما سنعرضه من الآيات الدالة على ذلك.. لكن كيف ينسجم ذلك مع الرحمة والعدالة وتربية الله لعباده؟

والجواب على هذا أيضا بسيط، ومن خلال النصوص المقدسة نفسها.. فهي تشير إلى أن الجرائم المتعدية لهؤلاء تقتضي تحملهم كل أوزار الذين أضلوهم.. وبذلك سيعاقبون مدة طويلة على ذلك..

ويضاف إليها ذلك الكبر الذي أشرب في قلوبهم، والذي قد لا يستطيعون الانفكاك عنه أبدا، وبذلك يستحيل عليهم الخروج من العذاب ما دام ذلك الكبر في قلوبهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]

وبهذا؛ فإن للخلود سببين: السبب الأول هو تحمل الأوزار المتعدية للذين أضلوهم، أو أجرموا في حقهم.. والثاني هو تلك الملكات التي عجنت بها نفوسهم، والتي قد لا يطيقون الانفكاك عنها مع طول العذاب.. كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ


[1] انظر: أسرار الأقدار، ص 518، فما بعدها.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 530
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست