اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 522
اسم من أسماء الله الحسنى الدالة على
الأفعال، وهو تجل لاسم الرحمن الدال على الذات.. وهذا الاسم مشتق من التربية، وهي
تعني ترقية الشيء من حال دنيا إلى حال عليا، كما ورد في الحديث عن رسول الله a
أنه قال: (من تصدق بعَدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب؛ فإن الله
يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل)[1]
وهو ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿اللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ
إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
[البقرة: 257]
والظلمات تشمل كل شيء ابتداء من الجهل
وانتهاء بكل السلوكات المنحرفة التي لا تنسجم مع الموازين والنظام الذي يسير به الكون.
ولذلك فإن اسم [رب العالمين]، هو الاسم
المتكفل بهداية العباد، ورفعهم من حالتهم البسيطة إلى حالة أرقى، وذلك ما يستدعي
وضع برنامج خاص يمر به الإنسان على مجموعة كبيرة من الاختبارات، وعلى أساسها يكون
الترقي.
وكمثال تقريبي لهذا ما تقوم به وزارات
التربية، والتي تستلم الأولاد الصغار في مرحلة مبكرة من عمرهم، ثم تبدأ في تنفيذ
برامجها، وتعقيدها كل حين، حتى يتخرج منها أكبر قدر من الناجحين، وهي عندما تعاقب
بعضهم بالطرد لا تفعل ذلك إلا بناء على عدم اهتمامهم، أو تمردهم على النظام الذي
تسير عليه تلك المؤسسات، أو خشية على المؤسسات التربوية من أن تصبح مؤسسات
للمشاغبين بدل أن تكون مؤسسات لطلبة العلم.
ولهذا ذكر الله تعالى في الآية السابقة أن
المؤمنين المسلمين والمستسلمين لله وقوانينه،