اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
وهكذا يذكرون أن الهواء سميك بالقدر اللازم
بالضبط لمرور الأشعة ذات التأثير الكيميائي التي يحتاج إليها الزرع، والتي تقتل
الجراثيم وتنتج الفيتامينات، دون أن تضر بالإنسان، إلا إذا عرض نفسه لها مدة أطول
من اللازم.
ويذكرون أن الأوكسجين لو كان بنسبة 50
في المائة مثلا أو أكثر في الهواء بدلا من 21 في المائة فإن جميع المواد القابلة
للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال، لدرجة أن أول شرارة من البرق تصيب شجرة لا
بد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر.
وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي تؤكدها
البحوث والدراسات العلمية كل يوم، والتي أشار إليها قوله تعالى:﴿
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ﴾ (الحجر:19)، وقوله: ﴿وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾
[الحجر: 21]، وقوله:﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
(الرحمن:7)
وغيرها من الآيات الكريمة التي تنص على أن كل ما خلقه الله تعالى بني على
أساس توازن دقيق جدا، كما عبر عن ذلك قوله تعالى: ﴿
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49]
وهكذا لو ذهبنا إلى الشريعة التي أنزلت على
جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، لرأينا العدل من أوائل القيم التي كلفوا بالدعوة
إليها، بل بالسعي لتحقيقها في الأرض، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحديد:25)
وأخبر أن كل
ما ورد به القرآن الكريم من الأحكام أحكام تقوم على القسط، بل هي القسط عينه، قال
تعالى:﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ
كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾
(لأعراف:29)
وهكذا نجد فيه
الدعوة للعدل، وفي جميع المجالات، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52