responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 476

وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [آل عمران: 136]،

وهو وصف يرغب فيه البشر جميعا، خاصة إذا كانت تلك الأشجار مثمرة ومتنوعة أو تحمل أزهارا، أو لها أوراق وأغصان مميزة، وفوق ذلك يسيل الماء الصافي بجانبيها وأمامها.

وقد ذكر الشيخ مكارم الشيرازي بعض النواحي الجمالية المرتبطة بذلك، وهي[1]:

1. أن الماء والشجر يشكلان مع بعضهما البعض منظرا جميلا في منتهى الروعة والجمال، وكان كل واحد منها ناقصا، ويحتاج إلى إكمال من الآخر.

2. أن الأنهار تؤمن طراوة دائمية للأشجار، فالتي تجري من تحتها المياه تكون خضرا زاهية، اما الأشجار التي لا تتوفر لها مياه دائمة أو يؤتى به من الخارج، فإنها لا تتمتع بمثل هذه الطراوة والاخضرار، فالماء هو أساس حياة النباتات، ولا بد من توفر هذا العنصر الأساس للحياة بجانبها دائما، وقد ورد في بعض الروايات:(إن انهارالجنة ليست في أخاديد، إنما تجري على سطح الجنة منضبطة)

والأعجب من هذا أنه ليست الأشجار فقط تجري من تحتها الأنهار، بل إن الأنهار تجري من تحت مساكن أهل الجنة، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [العنكبوت: 58]

ونحب أن ننبه إلى أن الأنهار في الجنة ليست فقط أنهار الماء، بل فيها أنهار أخرى مختلف ألوانها، كما في قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾ [محمد: 15


[1] نفحات القرآن، مكارم الشيرازي، ج6 ، ص160..

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست