responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44

الامتحان، حيث يبدو له مصيره الذي صنعه بيديه ماثلا بين عينيه.

وهكذا يخبر الله تعالى أن من صفات الدار الآخرة التي ستقع لا محالة أنها تخفض من حقه التخفيض، وترفع من حقه الرفع، قال تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3)﴾ [الواقعة: 1 - 3]

وقد أشار إلى هذا المعنى بديع الزمان النورسي، في رسالة الحشر، فقد تساءل قائلا: (أمن الممكن لـمَن له شأن الربوبية وسلطنة الألوهية، فأوجدَ كونا بديعا كهذا الكون؛ لغايات سامية، ولمقاصد جليلة، إظهارا لكماله، ثم لا يكون لديه ثواب للمؤمنين الذين قابلوا تلك الغايات والمقاصد بالإيمان والعبودية، ولا يعاقِب أهل الضلالة الذين قابلوا تلك المقاصد بالرفض والاستخفاف..؟!)[1]

وذكر في مقدمة الرسالة قصة توضيحية جميلة، قدم لها بقوله: (يا أخي! إِن رمتَ إيضاح أمرَ الحشر وبعضَ شؤون الآخرة على وجهٍ يُلائم فهمَ عامة الناس، فاستمع معي إلى هذه الحكاية القصيرة)[2]

ولأهمية القصة نلخص بعض محتوياتها، فهي تصوير تقريبي لحقيقة تلك الحياة، وأحيانا كثيرة يكون التقريب نفسه برهانا.. لأن الحجاب بين بعض العقول وتعقل المعاني هو تلك التوهمات والصور الأسطورية والخرافية التي سرت إليها؛ فإذا ما زالت الأسطورة حلت بدلها الحقيقة.

وتبدأ حكاية النوسي التقريبية بـ (اثنين ذهبا معا إلى مملكة رائعة الجمال كالجنة ـ التشبيه هنا للدنيا ـ وإذا بهما يَريان أن أهلها قد تركوا أبواب بيوتهم وحوانيتهم ومحلاتهم مفتوحة لا


[1] الكلمات، النورسي، ص67.

[2] المرجع السابق، ص49.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست