اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 438
الذي كان معدا لهم لو عملوا صالحا، فيكون ذلك
أعظم حسرة لهم، حينها يوقنون أنهم هم الذين ظلموا أنفسهم.
وليس ذلك خاصا بدار الجزاء، بل إنه يبدأ من
البرزخ، كما ورد في الحديث أن رسول الله a قال: (إن هذه الأمة تبتلى في
قبورها، فإذا أدخل المؤمن قبره، وتولى عنه أصحابه، جاء ملك شديد الانتهار، فيقول
له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن: أقول: إنه رسول الله وعبده، فيقول له
الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان في النار، قد أنجاك الله منه، وأبدلك بمقعدك الذي ترى
من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فيراهما كلاهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر
أهلي، فيقال له: اسكن، وأما المنافق، فيقعد إذا تولى عنه أهله، فيقال له: ما كنت
تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت، هذا
مقعدك الذي كان لك من الجنة، قد أبدلت مكانه مقعدك من النار)[1]
وهكذا أخبر رسول الله a أن هذا العرض يظل طيلة
البرزخ، ففي الحديث قال رسول الله a: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه
مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار
فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة)[2]
[2]
رواه البخاري 3 / 193 في الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، وفي
بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي الرقاق، باب سكرات الموت، ومسلم رقم
(2866).
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 438