اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 437
أيام أو سنين.. ولا ننسى أن المشاعر السلبية
جميعها قد ربطها العلماء بهرمونات معينة تعكر صفو حياة الانسان، ولو اعتقدنا أن
الخالق قادر على خلق مخ لايفرز المواد الكيميائية الضارة المسببة للمشاعر السلبية،
ومن ضمنها الملل، فسيكون لديك شخص سعيد إلى الأبد)
ب ـ السخط ومظاهره:
يذكر القرآن الكريم الكثير من مظاهر السخط
والألم النفسي التي يعانيها المسيئون في دار الجزاء نتيجة اختياراتهم التي
اختاروها في الدنيا، ومن أهم تلك المظاهر تلك الحسرات التي لا تنتهي، والتي نجد
القرآن الكريم يحذر منها أهل الدنيا كثيرا حتى لا يقعوا فيها، ومنها قوله تعالى: ﴿
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ
نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ
السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً
فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) ﴾ [الزمر: 55 - 59]
ومن تلك الحسرات ذلك الألم الذي يعتريهم بسبب
الخسارة العظيمة التي خسروها، والتي لا يمكن أن تعوض أبدا، قال تعالى: ﴿
قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15].
وهكذا يذكر القرآن الكريم مشاهد كثيرة عن تلك
الحسرات ومشاعر الندم التي يعبر بها المسيئون عن سوء المصير الذي اختاروه لأنفسهم،
وذلك عند تذكرهم لكل موقف من مواقف السوء، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ
الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ
سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ
لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]
وهكذا ورد في النصوص المقدسة ما يشير إلى
تمكين الله تعالى المسيئين من رؤية النعيم
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 437