responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 435

وقد ذكر مكارم الشيرازي مجموعة أقوال في تفسيرها، ومنها أنه (عندما يؤتى بالثمار إلى أهل الجنة ثانية يقولون: هذا الذي تناولناه من قبل، ولكنهم حين يأكلون هذه الثمار يجدون فيها طعما جديدا ولذة اخرى، فالعنب أو التفاح الذي نتناوله في هذه الحياة الدنيا مثلا له في كل مرة نأكله نفس طعم المرة السابقة، أما ثمار الجنة فلها في كل مرة طعم وإن تشابهت أشكالها، وهذه من إمتيازات ذلك العالم الذي يبدو أنه خال من كل تكرار)[1]

ومنها أن (المقصود من ذلك أنهم حين يرون ثمار الجنة يلقونها شبيهة بثمار هذه الدنيا، فيأنسون بها ولا تكون غريبة عليهم، ولكنهم حين يتناولونها يجدون فيها طعما جديدا لذيذا)

أما قوله تعالى: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ [البقرة: 25]، فلا يعني التشابه في الطعم أو الشكل، وإنما يعني (متشابها في الجودة والجمال؛ فهذه الثمار بأجمعها فاخرة بحيث لا يمكن ترجيح إحداها على الأخرى، خلافا لثمار هذا العالم المختلفة في درجة النضج والرائحة واللون والطعم)

ونحب أن نختم هذا النوع من أنواع النعيم بما ذكره بعضهم في الرد على شبهة الملل في الجنة، حيث أورد نصا لبعض الملاحدة يقول فيه: (قد أشعر بالملل في الجنة لان لكل رحلة نهاية ولكل قصة خاتمة ولكل تجربة منتهى)[2]

ثم فكك هذا السؤال، وأعاد صياغته، فقال: (محور السؤال هو موضوع الملل كشعور إنساني قد يشعر به الشخص بعد الإشباع من ملذات ورؤى جنة رب العالمين.. هل من الممكن أن يصيبني الملل؟ ماذا بعد الجنة؟.. ألن يصل الشخص لحالة الفراغ؟)

ثم أجاب على هذه التسؤلات بتحديد مفهوم الملل، والتفريق بين المفهوم العامي الساذج، والمفهوم العلمي.. أما المفهوم الساذج للملل؛ فهو الحالة الناتجة عن توقف


[1] تفسير الأمثل، (1/ 130)

[2] انظر مقالا بعنوان: قد أشعر بالملل في الحياة الاخرة، محمد أحمد السلامي، منتدى التوحيد.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست