responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 421

(52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ﴾ [الصافات: 51- 53]

ثم ذكر كيف أتيح لهم في ذلك المجلس القيام برحلة خاصة لرؤية ذلك القرين، والنتيجة التي وصل إليها، قال تعالى: ﴿ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) ﴾ [الصافات: 54 - 58]

فظاهر الآيات الكريمة يشير إلى كل تلك المعاني، ولكن القرآن الكريم مراعاة للبيئات المختلفة ورد بصيغة بحيث يفهمها كل عصر، أو كل بيئة بحسب ما تعيشه.

وقد يكون ما ذكرناه الآن بدائيا أو بسيطا جدا أمام الحقيقة، وهو كذلك.. ذلك أن نعيم هؤلاء لا يمكن وصفه، كما ورد في الحديث القدسي قوله a في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]: (قال اللّه تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [1]

وفي حديث آخر قال a:(من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) [2]

ولهذا؛ فإن كل تلك المراتب التي نراها في الدنيا من العلماء والحكماء والعامة وغيرهم، ستكون هناك في الآخرة، ولكن بصورة أكثر عدالة وجمالا، لأن المراتب هناك مراتب حقيقية، وليس مثل الدنيا، يدعيها من قد لا يكون أهلا لها، كما قال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 21]


[1] رواه البخاري رقم (4780).

[2] رواه مسلم رقم (2836)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست