responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400

وفي حديث آخر قال رسول الله a: (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب أرض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة) [1]

وفي حديث آخر جمع a بين القرآن والصيام، ثم بين سر شفاعتهما، فقال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان) [2]

وهذا يدل على ما ذكرناه سابقا من أن الشفاعة جزاء خاص على أعمال خاصة، ولذلك كان لعلاقة المؤمن بالقرآن الكريم، أو بالصيام، أو بغيرهما من الطاعات أثر في الإذن بالشفاعة له في ذلك المجال.

وهكذا أخبر رسول الله a أنه يمنع من الشفاعة فيمن حرفوا دينه وبدلوه، وأحدثوا فيه ما ليس منه، لانتفاء صلتهم برسول الله a، كما ورد في الحديث عنه a أنه قال: (ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم: ألا هلم؛ فيقال إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا)[3]

ج ـ الشفاعة بالحق:

وهو الشرط الثالث من شروط الشفاعة، وقد نص عليه قوله تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾ (طه:109)، وقوله:﴿ وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (الزخرف:86)


[1] رواه الترمذي (2915)، والحاكم (1/ 738)، والبيهقي في (شعب الإيمان) (2/ 347)

[2] رواه أحمد (2/ 174) (6626)، والطبراني كما في (مجمع الزوائد) (3/ 184)، والحاكم (1/ 740)، وأبو نعيم في (حلية الأولياء) (8/ 161)

[3] رواه مسلم (367)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست