اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 401
وهكذا أخبر الله تعالى أنه لا يحق لأحد أن
يشفع في الظالمين المعتدين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ
الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18]، وهذا يدل على أن الذنوب
المتعدية لا مجال للشفاعة فيها.
فالآيات الكريمة أخبرت أن الذين لا يصلون..
أي ليس لهم تواصل روحي بالله.. والذين لا يطعمون المسكين.. أي ليس لهم أي تواصل
ورحمة بالمجتمع.. هؤلاء وغيرهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة
لهم.
وهذا الشرط لا يعني فقط ما ذكرناه سابقا من [الإذن
الإلهي]، وإنما يعني أيضا أن تكون الشفاعة نفسها في مجال الحق المأذون فيه، ذلك أن
الإذن الإلهي له جانبان: جانب الشافع، وجانب القضية المشفوع فيها.
ومن أهم شروط القضية المشفوع فيها أن تكون
موافقة للعدالة والسنن الإلهية؛ فلذلك ذكرنا سابقا أن الشفاعة لا تكون في المظالم
والجرائم، ذلك أن لها أصحابا هم الذين يطالبون بها، ويستوفون حقهم من صاحبها.وهكذا
ذكرنا أنه لا تكون الشفاعة عند السراط باعتباره المحل الذي يبحث فيه عن الصفات
التي لا تتناسب مع الجنة حتى يطهر صاحبها منها.
وهذا الشرط مع أهميته، ودلالة النصوص المقدسة
عليه إلا أنه للأسف أسيء إليه، نتيجة سوء فهم الشفاعة، حيث تصور البعض أو الكثير
أنها مجرد تسامح لا مبرر له إلا
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 401