اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 373
فهذا
الحديث يبشر الصابرين الذي ثبتوا في وجه البلاء وكل ما يصرفهم عن الله ـ والذين
جعلهم الله حجة على غيرهم ـ ينالون من الأجور ما لا يمكن تصوره ولا حسابه، كما قال
تعالى:﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا
يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر:10)
وهكذا
روي أنه يمكن للمؤمن عبر كلمات قليلة يقولها أن ينال الأجور العظيمة، لأن لتلك
الكلمات تأثيرها في نفسه وفي حياته جميعا، ومن الأمثلة على ذلك قوله a:
(كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى
الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) [1]
وروي
أنه a
قال لجويرية: (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم
لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)[2]
ومنها
قوله a:
(خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم، إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل
بهما قليل، يسبح في دبركل صلاة عشرا، ويحمد عشرا، ويكبرعشرا، فذلك خمسون ومائة
باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، يكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد
ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان)، قالوا:
يا رسول الله، كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: (يأتي أحدكم الشيطان في
منامه، فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجه قبل أن يقولها)[3]
ومنها
قوله a:
(بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله،