اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 372
به
أكثر من أن يواظب على نوع واحد من العبادات، وإن كان ذلك أيضا مؤثرا في المحو فهذا
حكم ما بينه وبين اللّه تعالى)[1]
وبهذا
تنتفي تلك المفاهيم الإرجائية المناقضة للقيم القرآنية، والتي تتصور أن الرحمة
الإلهية يوم القيامة ستزيح كل قيم العدالة.. وهذا غير صحيح، بل القرآن الكريم
يرفضه، فعدالة الله لها مجالها، ورحمته لها مجالها، وهما لا يتعارضان أبدا.
وبناء
على هذا يمكننا فهم كل تلك الأحاديث التي تذكر الأجور العظيمة لما نراه من الأعمال
الصغيرة، ذلك أن لتلك الأعمال آثارها الكبيرة في النفس وتطهيرها، ولها ـ ربما ـ
آثارها في المجتمع، بتحويله إلى مجتمع رباني مؤمن، ولذلك يكون لتلك الكلمات أوزانا
وقيما لا نستطيع تقديرها.
وقد
ورد في الحديث ما يشير إلى هذا كقوله a: (إن
الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له
بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ
ما بلغت، يكتب الله عليه بها، سخطه إلى يوم يلقاه)[2]
ومن الأحاديث التي رويت فيما يوزن في
هذا الميزان ويثقله قوله a في فضل الصبر: (تنصب الموازين يوم القيامة، فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون
أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة
فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل
البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينتشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب)[3]