اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 358
الرسوب،
والعودة من جديد للتكوين.
وبذلك
فإن التمييز ليس مرتبطا بالنجاح والرسوب فقط، بل بدرجة النجاح، ودرجة الرسوب
أيضا.. ذلك أنه على ضوئها تكون حياة الناجح أو الراسب في الدنيا.
وهكذا
الأمر في موازين الآخرة، فهي التي تحدد ـ عبر النماذج الموضوعة في الميزان ـ أهل
الجنة، كما تحدد أهل النار.. وهي أيضا من يحدد الدرجة التي يستحقها من نجح في
الدخول إلى الجنة، كما تحدد المحل الذي يدخل إليه من رسب في الامتحان، واحتاج إلى
المزيد من التربية، والتي جعلها الله تعالى في جهنم، والتي تحوي الوسائل المختلفة
للتطهير، وتتجلى فيها العدالة الإلهية بأكمل صورها، كما سنرى عند الحديث عن الجزاء
الإلهي.
وربما
يكون هذا المثال الذي ذكرناه قاصرا، ولذلك فإن المثال الأقرب والأيسر على الفهم هو
تلك التحليلات التي يقوم بها الطبيب لاكتشاف العناصر المختلفة في الجسم، وزيادتها
ونقصها.. ومن خلال عرض النتائج على الموازين الصحية الطبيعية يكتشف العلة، ويضع
العلاج من خلالها.
وقد
يكون في ذلك العلاج حمية، تستدعي من المريض التوقف عن كثير من اللذائذ التي كان يتناولها،
أو تتطلب استعمال دواء مر، أو مرهق، لمدة طويلة أو قصيرة، حتى يستعيد العافية.
وهكذا
الأمر، أو قريب منه في موازين الآخرة، والتي لا تزن تلك المقادير المرتبطة بالجسم،
وإنما تزن تلك المقادير التي اكتسبها الإنسان في نفسه، من أخلاق وطباع، لترى
انسجامها مع حقيقة الإنسان، فإن كانت منسجمة مع الفطرة السليمة، نجا صاحبها، وإن
لم تكن منسجمة احتاج إلى أن يوضع في المحل الذي يتناسب مع طبيعته.
أما من
يجادل في هذا النوع من الميزان، ويستصعب حصوله، أو يحيله، فيمكنه أن يسأل المختصين
عن جميع غدد جسمه، وإفرازاتها الموزونة بدقة، لتحفظ عليه صحته.. أو
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 358