اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 337
الدنيا
أو في البرزخ طهارة كافية تعفيه من ذلك الموقف، أو لكونه ليس لديه من المسؤوليات
ما يحاسب عليه.
وقد أشار إلى هذا الصنف قوله تعالى:﴿
قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي
هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]، فهذه الكلمة (بِغَيْرِ
حِسَابٍ) قيد للفعل، وهي تحتمل أن يكون المراد منها: (يوفّى الصابرون بغير حساب)،
كما تحتمل أن يكون معناها مرتبط بأجرهم، أي (يوفّى الصابرون أجراً هو بغير حساب)
وقد ورد في الحديث ما يؤيد المعنى الأول، فقد
قال رسول الله a: (إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لأهل
البلاء ميزان ولم ينشر لهم ديوان، ثمّ تلا هذه الآية: (إِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)[1]
وهكذا
ورد في حديث آخر عن رسول الله a ذكر أصناف آخرين من الذين لا يشملهم الحساب في الآخرة، فقد قال a:
(عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس
معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر
إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر، فنظرت فإذا سواد
عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومنهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)، ثم
فسر سبب ذلك في آخر الحديث، فقال: (هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون،
وعلى ربهم يتوكلون) [2]
وفي
حديث آخر ذكر لأوصاف أخرى، فقد قال a:
(إذا كان يوم القيامة أنبت الله لطائفة من أمتي أجنحة، فيطيرون من قبورهم إلى
الجنان يسرحون فيها ويتنعمون كيف