responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 319

تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: 46، 47]

وهذا يدل على أنه يكون مع أولئك الهداة من ورثة الأنبياء من يكون مقصرا في شؤونه الخاصة، وإن كان مجتهدا في الشؤون العامة، ولذلك يذكر طمعه في الجنة، وخوفه من النار.

ويشير إلى هذا من الحديث ما روي أنه a قال عن بعض أصحاب الأعراف: (هم قوم غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم، فقتلوا فاعتقهم الله من النار بقتلهم في سبيله، وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم، فهم آخر من يدخل الجنة)[1]، وفي رواية: (قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم قتلهم في سبيل الله عن النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة) [2]

فهذا الحديث ـ إن صح ـ يشير إلى أن هؤلاء كان لهم دور صالح بالجهاد في سبيل الله، والذي يخدم مسيرة الأمة، لكنهم في نفس الوقت قصروا في طاعة آبائهم، وهي من المعاصي المتعدية، ولكنها في نفس الوقت شخصية، وليس عامة.

وهذا كله يدل على أن ذلك المحل يجتمع فيه الهداة مع غيرهم من أتباعهم، وهو ما خلط الأمر على المفسرين الذين اضطربت أقوالهم في تفسير أصحاب الأعراف[3] بناء على


[1] تفسير الطبري (8/ 192)

[2] تفسير الطبري (8/ 192)

[3] ذكر القرطبي في تفسيره [الجامع لأحكام القرآن (7/211)] عشرة أقوال في المسألة، هي: (قال عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وابن عباس والشعبي والضحاك وابن جبير: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم.. وقال مجاهد: هم قوم صالحون فقهاء علماء، وقيل: هم الشهداء.. وقال القشيري: وقيل هم فضلاء المؤمنين والشهداء.. وقال شرحبيل بن سعد: هم المستشهدون في سبيل الله ، الذين خرجوا الى الجهاد عصاة لآبائهم.. وقال الثعلبي: الأعراف موضع عال على الصـراط ، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.. وقال الزجاج: هم قوم أنبياء.. وقيل: هم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا، وليست لهم كبائر، فيحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غَمٌّ فيقع في مقابلة صغائرهم.. وقيل: هم أولاد الزنى ، ذكره القشيري عن ابن عباس.. وقيل: هم ملائكة موكلون بهذا السور، يميزون الكافرين من المؤمنين قبل إدخالهم الجنة والنار ، ذكره أبو مجلز. فقيل له لا يقال للملائكة رجال ! فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث.. وحكى الزهراوي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم في كل أمة . واختار هذا القول النحاس ، وقال: وهو من أحسن ما قيل فيه ، فهم على السور بين الجنة والنار.. وقال ابن عطية: واللازم من الآية أن على الأعراف رجالاً من أهل الجنة ، يتأخر دخولهم)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست