اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 316
مكان
معي، وبالإضافة إلى ذلك فإن نبييa وأئمتي يطلعون
على كل أعمالي، الحسنة والسيئة في يوم كل يوم، أو في كل أسبوع، فلا شك أني سأكون
أكثر مراقبة ورعاية لما يبدر مني من أعمال، وأحاول تجنب السيئة منها ما أمكن،
تماما كما لو علم العاملون في مؤسسة ما بأن تقريرا يوميا أو أسبوعيا، تسجل فيه
جزئيات أعمالهم، يرفع إلى المسؤولين ليطلعوا على دقائق أعمالهم) [1]
ج ـ شهادة الهداة:
وهم
الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]، فهي تشير إلى أنه يوجد في كل عصر أو في كل قوم
من يتولى أمر هدايتهم، بحيث لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته، ويدخل فيهم الأنبياء
لأنهم الموكلون بهداية أقوامهم في حياتهم، والإشراف على ذلك، ويدخل فيه غيرهم من
ورثتهم بعد موتهم.
وقد
أشار إلى هؤلاء أيضا قوله تعالى عن بني إسرائيل: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى
الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا
صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 23، 24]؛ فقد ذكر
الله تعالى أنه جعل في بني إسرائل من يهدي بأمره، ويسير على منهاجه، حتى يبقى
الدين الحق منارة يهتدي بها المهتدون.
ومثل
ذلك قوله تعالى عن زكريا عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ
الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ
شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ
يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)﴾ [مريم: 4 - 6]؛ فزكريا عليه
السلام خشي على بني إسرائيل من بعده، فلذلك طلب