اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 306
فاذكر
يا عليّ بن الحسين ذلّ مقامك بين يدي ربّك، الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبّة
من خردل، ويأتي بها يوم القيامة، وكفى بالله حسيباً وشهيداً، فاعف واصفح يعفُ عنك
المليك، ويصفح، فإنّه يقول: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ
أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]) [1]
ثم ذكر
كيف كان يلقنهم ذلك، ويعلمهم إياه، وهو (واقف بينهم يبكي وينوح، ويقول: ربّ إنّك
أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا، فقد ظلمنا أنفسنا، فنحن قد عفونا عمّن ظلمنا، كما
أمرت، فاعف عنّا فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين، وأمرتنا أن لا نردّ سائلاً عن
أبوابنا، وقد أتيناك سؤّالاً ومساكين، وقد أنخنا بفنائك وببابك، نطلب نائلك
ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك علينا، ولا تخيّبنا، فإنّك أولى بذلك منّا ومن
المأمورين، إلهي كرمت فأكرمني، إذ كنت من سؤّالك، وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل
نوالك يا كريم)
ثمّ
يقبل عليهم، فيقول: (قد عفوت عنكم، فهل عفوتم عنّي ممّا كان منّي إليكم من سوء
مِلكة، فإنّي مليك سوء، لئيم ظالم، مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضّل)، فيقولون:
قد عفونا عنك يا سيّدنا، وما أسأت، فيقول لهم: قولوا: (اللَّهم اعف عن عليّ بن
الحسين كما عفا عنّا، وأعتقه من النّار كما أعتق رقابنا من الرقّ)، فيقولون ذلك،
فيقول: (اللَّهم آمين، يا ربّ العالمين)، اذهبوا فقد عفوت عنكم، وأعتقت رقابكم،
رجاءً للعفو