اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 302
الأمم)[1]، وقال الإمام الصادق: (هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف، في عرض الأرض)[2]
وهذه الروايات تشير إلى الاختلاف الشديد بين
الأصناف، والذي قد لا يكون بالضرورة اختلافا عقديا، بل قد يكون اختلافا في المشارب
والأذواق والفهوم، وهو ما يشير اليه مصطلح الزوحية في القرآن الكريم، والذي يعني
المتشاكلين في الطباع ونحوها.
ب ـ الكتب
الخاصة:
وهي
الكتب التي تحصي أعمال كل شخص إما جميعا، أو تلك التي كلف بها، ويحاسب عليها، وقد
ورد النص على ذلك في نصوص قرآنية كثيرة منها قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ
إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14]
فهاتان
الآيتان الكريمتان تردان على تلك التصورات الجاهلية المرتبطة بالتفاؤل والتشاؤم،
والتي تجعلها منوطة بما هو خارج عن دور الإنسان وأعماله، لتوضح أن الفأل والتشاؤم
مرتبط بالأعمال، وأن تلك الأعمال مسجلة، وإن كانت مخفية لا يراها الإنسان، لكنه في
ذلك اليوم يراها، ويكلف بقراءتها، وبحاسب نفسه عليها.
والقراءة
كما تفسرها النصوص المقدسة ليست مجرد شرح ووصف مثلما نقرأ الكتب في الدنيا؛ فليست
تلك الكتب حروفا وكلمات، بل هو نفسه العمل يراه صاحبه حاضرا مثلما فعله أول مرة،
كما قال تعالى: ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ﴾ [الكهف:49]
وهكذا
أشارت آيات أخرى إلى هذا المعنى كقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ
مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ ﴾ [آل
عمران:30]، وقوله: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا