اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 301
شهدنا،
ولقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، سيرعف بهم الزمان،
ويقوى بهم الإيمان) [1]
وقد
ورد في النصوص المقدسة ما يشير إلى أن ذلك الكتاب العام ليس كتابا واحدا، وإنما
هناك كتب أخرى، تسجل فيها الأعمال بحسب الأمم، ويشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿
وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ
عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
[الجاثية: 28، 29]
فهاتان
الآيتان الكريمتان تشيران إلى أن لكل أمة سجل خاص بها، يبين مسيرتها، والصادقين من
أهلها، والمنحرفين منهم، وأسباب الانحراف وغير ذلك، مما يشير إليه قوله تعالى ـ في
بيان كون يوم القيامة هو اليوم الذي توضح فيه كل الحقائق المشكلة ـ: ﴿
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ﴾ [السجدة: 25]
وقد
ورد في النصوص المقدسة ما يبين كيفية عرض أمثال هذه الكتب، والتي لا تتعلق
بالأفراد، إنما تتعلق بالمجموعات البشرية، فقد ذكرت أن أهل المحشر سيتشكلون من
صفوف عديدة، ربما تخضع لمعايير الزوجية التي أشار إليها القرآن الكريم، وبين أن
الخلق في الآخرة ينقسمون بحسبها، كما نص على ذلك قوله تعالى في حق أهل الجحيم: ﴿
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ﴾ [الزمر: 71]، ونص
عليها قوله في حق أهل الجنة: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى
الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾ [الزمر: 73]
وقد
ورد في الروايات ما يدل على كثرة تلك الصفوف، وهو ما يشير إلى التنوع الكبير في
أصناف الخلق، ومن تلك الروايات ما روي عن الإمام الباقر أنه قال: (والناس صفوف
عشـرون ومائة ألف صف، ثمانون ألف صف أمة محمد a، وأربعون ألف صف من سائر