اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 30
بعد الموت.
وقد عبر عن تلك الرغبة الفطرية البروفيسور (كنجهام) في كتابه
[Plato's Apalogy]: فقال:
(إن عقيدة الحياة بعد الموت (لا أدرية مفرحة)[1]
وقد علق على هذه العبارة وحيد الدين خان بقوله: (من الممكن
اعتبار هذا القول خلاصة أفكار فلاسفتنا الملحدين المعاصرين؛ فهم يرون أن عقيدة
الآخرة اخترعتها عقلية الانسان الباحثة عن عالم حر، مستقل عن حدود هذا العالم،
ومشكلاته، مليء بالأفراح. وانما يدفعه إلى الايمان بهذه العقيدة أمله في الحصول
على حياته المفضلة، التي لاجهد فيها ولاكدح.. وأن هذه العقيدة تنتهي بالانسان إلى
عالم مثالي وخيالي، حيث يحلم بأنه سوف يظفر به بعد الموت. ولكن الحقيقة ـ كما يراها الفلاسفة ـ أن لاوجود لشيء كهذا العالم الثاني في الأمر الاقع!)[2]
ثم أضاف ردا عليهم: (وفي رأيي: أن هذا المطلب الانساني ـ في حد ذاته ـ
(دليل نفسي) قوي على وجود عالم آخر، كالظمأ، فهو يدل على الماء، وعلى علاقة خاصة
باطنة بين الماء وبين الانسان. وهكذا فان تطلع الانسان ـ نفسيا ـ إلى عالم آخر دليل في ذاته
على أن شيئا مثل ذلك موجود في الحقيقة، أو أنه ـ على الاقل ـ خليق أن يوجد. وهذا المطلب
النفسي يؤكد علاقة مصيرنا بهذه الحقيقة، ويدلنا التاريخ على وجود هذه الغريزة
الانسانية منذ أقدم العصور على مستوى انساني، وهو أمر لاأستطيع فهمه: كيف يمكن أن
يؤثر أمر باطل على البشر في هذا الشكل الأبدي، وعلى مستوى انساني؟ وهذا الواقع
نفسه يدلنا على قرينة قوية بامكان وجود العالم الآخر. وانكار هذه الحاجة النفسية،
بدون أدلة، يعتبر جهلا