اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 296
في
الكتابة، إنما سمي بذلك لأنه مرجع يرجع إليه، يمنع الاختلاف عندما تختلف الأهواء،
وتضعف الذكريات، فيخرج ليكون الحكم الحاسم الذي لا ترد شهادته، فكل ما يقوم بذلك
فهو كتاب، سواء أكان مكتوبًا على ورق، أم مصورًا في فلم، أم مسجلاً على شريط أم
محفوظًا على أسطوانة) [1]
وهكذا
النسخ، فهو (حفظ ما يذهب بعمل شيء يماثله ليحل محله ويقوم مقامه في غيابه؛ فعندما
يكون لديك شيء غير دائم ويهمك بقاؤه عندك؛ تعمل له نسخة مماثلة له، أما إن كان لا
يعنيك بقاؤه ولا تريد الرجوع إليه.. فلا تجعل له صورة منسوخة عنه)[2]
ونحب
أن ننبه إلى أن ما ذكره هؤلاء يتفق في كثير من جوانبه مع ما ذكره السابقون من
علماء العقيدة والتفسير، والذين ذكر الشيخ مكارم الشيرازي بعض أقوالهم وتقريباتهم
للمسألة، في تفسيره عنها، حيث قال: (مما لا شك فيه أن كتب الأعمال ليست من جنس
الكتب والورق والصحف العادية، لذا فإن بعض المفسرين قالوا بأن صحيفة الأعمال ليست
سوى روح الإنسان، والتي تكون جميع الأعمال مثبتة فيها، لأن أي عمل نعمله سيكون له
أثر في روحنا شئنا أم أبينا، وقد تكون صحيفة الأعمال، هي أعضاء جسمنا وجلودنا،
والأعظم من ذلك هو أن الصحيفة قد تكون متضمنة في الأرض والهواء والفضاء الذي
يحيطنا والذي نعيش فيه، لأن هذه المفردات هي وعاء أعمالنا، فترتسم الأعمال في أفق
الأرض الهواء والوجود الذي حولنا، هذا الوجود الذي تنحت في ذراته أعمالنا أو
آثارها على الأقل، وإذا كانت هذه الآثار غير محسوسة اليوم، ولا يمكن دركها في
الحياة الدنيا هذه، إلا أن ذلك ـ بدون شك ـ لا يعني عدم وجودها؛ فعندما نرزق بصرا
جديدا آخر في يوم