اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 295
أن
الأعمال تكتبها الملائكة في كتاب كل إنسان، من خير أو شر، ولا يترك شيء دون كتابة،
مهما بلغ من الصغر، والإنسان يحاسب على ما كتب له في سجل أعماله.. هذا الفهم الذي
لا يتصور غيره، ثم دار الزمان.. وإذا بالإنسان يستطيع أن يرسل صوته إلى أماكن
بعيدة لا يقع عليها بصره، ثم استطاع أن يسجل صوته، ويحفظه، ويعيد سماعه.. وبعد
قدرته على التصوير، وإثبات صورته على ألواح، وأوراق، استطاع أن يحفظ صورًا متتابعة
له، ويعرضها بسرعة وكأنها تتحرك.. ثم بعد ذلك استطاع دمج الصوت مع الصورة، فتراه
متحركًا وتسمع صوته.. ثم بعد ذلك استطاع فعل ذلك مع حفظ جميع الألوان في المكان،
فترى المكان والإنسان والأشياء وتسمع ما جرى من أصوات فيها، وكأنك تنظر بعينيك إلى
حقيقة وواقع وليس إلى صورة.. وكل ذلك يحفظ ويعرض في حياة أصحابه وبعد موتهم،
فاليوم نرى أحداثًا حدثت في الحرب العالمية الأولى، والثانية، وكثير منا لم يعايش
شيئًا منها.. بل هناك أقدم من ذلك مشاهد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.. وتطور
الأمر أكثر من ذي قبل، إذ أصبح النسخ داخل ملفات، وليس على ورق أو أشرطة من أي نوع
كان، ولا يمكن رؤية ما فيها إلا بأجهزة معينة، وبرامج لها معينة.. فما نراه
ونشاهده نسميه فِلْمًا، أو لقطة مصورة، وهو في الحقيقة استنساخ لعمل بعض الناس، أو
الجماعات، في مكان ما، وزمان ما، وما نراه هو نسخة من تلك الأعمال، ومن هذه النسخة
نستطيع أن نستنسخ عددًا غير محدود من النسخ.. وبهذا الفعل أصبحنا نرى نسخًا لأفعال
أموات قد هلكوا منذ زمن ما أحدثوه في حياتهم) [1]
ثم رد
على تلك التصورات البدائية للكتاب والكتابة، فقال: (والكتاب إنما سمي بالكتاب ليس
لنوع ما يكتب عليه، ولا لنوع الأداة التي يكتب بها، ولا لنوع المادة المستعملة
[1]
انظر مقالا بعنوان: من أسرار يوم القيامة: استنساخ الأعمال وحضورها، أبو مسلم
العرابلي، الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، 12/12/2009.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 295