اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 287
الله
ليصدق بعضه بعضا، ولا يكذب بعضه بعضا ولكنك لم ترزق عقلا تنتفع به، فهات ما شككت
فيه من كتاب الله عز وجل !)[1]
ثم عرض
له الرجل ما توهمه من تعارضات، ومنها قوله: (وجدت الله عز وجل يقول: ﴿وَجَاءَ
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: 22]، ويقول: ﴿ وَلَقَدْ
جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: 94]،
ويقول: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ
مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ [البقرة: 210]، ويقول: ﴿هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ
يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا
يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي
إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: 158]، فمرة يقول: يوم يأتي ربك، ومرة يقول:
يوم يأتي بعض آيات ربك، فأنى ذلك يا أمير المؤمنين، وكيف لا أشك فيما تسمع؟! وغيرها
من الإشكالات.
ومن
إجابات الإمام علي قوله: (وأما قوله: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ
وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ
وَقَالَ صَوَابًا﴾ [النبأ: 38] وقوله: ﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا
كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 23]، وقوله: ﴿ ثُمَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ ﴾
[العنكبوت: 25]، وقوله: ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾
[ص: 64]، وقوله: ﴿قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ
إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾ [ق: 28]، وقوله: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ
عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65]، فإن ذلك في موطن غير واحد من مواطن ذلك
اليوم، الذي كان مقداره خمسين ألف سنة، يجمع الله عز وجل الخلائق يومئذ في مواطن،
ويكلم بعضهم بعضا، ويستغفر بعضهم لبعض، أولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا.
ويلعن أهل المعاصي الرؤساء والأتباع الذين بدت