اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 27
يعرف
ببردية [حونفر]، وهو يتكون من مجموعة مفصلة من التعاويذ والتمائم السحرية التي
كانت تنقش على جدران المقابر أو على التوابيت، وذلك إبان عصر الدولة القديمة (ما
بين 2780 ق.م و2263 ق.م)، لتتحول إلى بردية مكتوبة خلال عصر الدولة الوسطى
والحديثة (ما بين 2134 ق.م و1069 ق.م)، حيث تكتب نصوص التعاويذ وتوضع البردية في
التابوت إلى جانب المومياء.
وقد
استغل الكهنة هذه المعتقدات في طلب الأموال الكثيرة لكتابة تلك التعويذات والتمائم
التي تنجي صاحبها بعد الموت.. يقول بعض الباحثين: (ولم يكن هذا الأمر متوفراً لكل
المصريين، ﻷنه مكلف جداً. لذلك، اختصت به طبقة معينة من النبلاء والموظفين
وخدام الآلهة في المعبد. تلك التعاويذ والتمائم التي يحملها الكتاب هي تعليمات
إرشادية تمكّن الميت من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادف روحه في أثناء رحلته
إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضاً على الوسائل التي يتعين عليه أن يستخدمها، ليتمم
هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء)[1]
وتحفظ لنا الكتب المصرية القديمة الكثير من الأدعية والتعويذات الدالة على
اعتقادهم بالقوانين التي تحكم عالم ما بعد الموت، ومنها أنهم كانوا يرددون: (لم
أقم بشر ضد الناس، لم أطغَ على الضعفاء، لم أقم بأي شيء باطل، لم أترك أي إنسان
جائع، لم أرغم أيّ إنسان أن يشتغل أكثر من ما هو قادر عليه، لم أترك أيّاً كان
يبكي ويتألم من شيء قمت به، أنا نظيف أنا نظيف أنا نظيف)[2]
ونفس
الشيء نجده في الحضارة السومرية، وقد قال بعض الباحثين في ذلك: (إن
[1]
كتاب الموتى الفرعوني وأسطورة البعث من الموت والحساب أمام الآلهة، مهدي بو عبيد،
موقع شباب الشرق الأوسط، على الرابط التالي: http://ar.mideastyouth.com/?p=47790.