اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251
ثم
راح يقوم ببعض الحسابات البسيطة التي ترد على هذه الشبهة، فذكر أنّ الماء يشكل 65-
70 بالمئة من جسم الإنسان، وعليه فإنّ المواد المعدنية والآلية لبدن الإنسان
تقريباً ثلث وزن بدنه، يعني الإنسان الذي يزن ستين كيلو غرام تقريباً عشرون كيلواً
أو أقل من بدنه تراب ومواد معدنية وآلية والباقي ماء.
وبناء
على هذا، فلو كان لدينا متراً مكعباً من التراب، فإنه يكفي لأكثر من مئة شخص، (والآن
تستطيع التعرف بسهولة على أنّ الكيلو متر المكعب من التراب يكفي لمئة مليار إنسان،
وهذا المقدار من التراب يكفي لخمس وعشرين ضعفاً من سكان الكرة الأرضية، وهذا
المقدار من التراب يشغل مساحة زهيدة من سطح الكرة الأرضية) [1]
الشبهة الثالثة:
وهي
حول [الجسم الذي يشمله المعاد]، وخلاصة هذه الشبهة هي أنه إذا كان المعاد
جسمانياً، فأي بدن من الأبدان التي اكتسبها الإنسان طيلة عمره سيكون معاده، ذلك
أن الجسم يتغير عدّة مرّات طيلة عمر الإنسان.. فهل يعود بمجموع هذه الأبدان بحيث
يصبح مركبا عجيبا، أم أنه يعود ببدن واحد منها، وذلك ترجيح بلا مرجح، بالإضافة إلى
أن لكل بدن صحيفة أعمال خاصة به؟
وهذا
السؤال منتف تماما مع ما دل عليه النص من أن المعاد من جسم الإنسان هو أصله، أما
الباقي، فمجرد غذاء تشكل منه الجسم، ويمكن تعويضه بأي بدائل أخرى.. وهو في ذلك
يشبه بالونا صغيرا يمكننا بالنفخ فيه أن يتحول إلى شكله الحقيقي الضخم.
هذا
بناء على ما ذكرنا، لكن بناء على ما ذكره من يقول بعودة الجسم نفسه، فقد أجاب عليه
الشيخ مكارم الشيرازي بأن كل بدن يجتذب جميع مميزات وصفات البدن السابق،