اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25
بناء على هذا سنذكر هنا نماذج مختلفة تدل على
مدى فطرية هذا الاعتقاد، وشموله لكل الناس قديما وحديثا، ومن يوصفون بالخرافة، أو
من يوصفون بكونهم من أهل العلم.
1. الموت.. وتصورات الحضارات القديمة:
من
الملاحظات الجديرة بالاهتمام أننا نرى كل الحضارات تعتقد الحياة بعد الموت، وبوجود
الروح، وإن كانت تختلف في تصوير ذلك، بناء على الخرافات التي صورها لها الخيال أو
رجال الدين، وأكبر دليل على ذلك تلك الطقوس التي تقام للموتى، ولم تكن لتقام لو
كان الموت انفصالا نهائيا عن الحياة، وبكل معانيها.
ومن
الأمثلة على ذلك الحضارة المصرية القديمة، والتي كانت تقوم على الكثير من
المعتقدات، وكان من أهمها تلك المعتقدات المرتبطة بالحياة بعد الموت، يقول بعض
الباحثين في ذلك: (إيمان المصريين بولادة جديدة بعد الموت أصبحت القوة الدافعة
وراء ممارسات جنازة خاصة بهم. وكأن الموت مجرد انقطاع مؤقت، بدلاً من التوقف
الكامل عن الحياة، وأنه يمكن ضمان الحياة الأبدية عن طريق وسائل مثل التقوى
للآلهة، والحفاظ على الشكل المادي من خلال التحنيط، وتوفير التماثيل والمعدات
الجنائزية الأخرى)[1] وينقل عن باحث آخر قوله: (وقد تأثر موقف
المصريين القدماء من الموت بإيمانهم بالخلود، واعتبروا الموت بمثابة انقطاع مؤقت،
بدلاً من توقف الحياة. ولضمان استمرارية الحياة بعد الموت، ألقى الناس تحية
للآلهة، سواء أثناء حياتهم أو بعدها على الأرض. عندما ماتوا، كانوا محنطين، حتى
الروح سوف تعود إلى الجسم، مما يعطيها التنفس والحياة، وقد وضعت المعدات المنزلية
والطعام والشراب على تقديم طاولات خارج غرفة الدفن لتوفير احتياجات الشخص في
العالم بعد الدفن. كما تم تضمين النصوص الجنائزية المكتوبة التي
[1]
إشكالية الموت في الديانات السماوية والأرضية، يسرى وجيه السعيد، مجلة ذوات
الصادرة عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، عدد 43.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25