اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211
وتقاس بالموازين المختلفة، حتى يميز بين
البشر، وفق أعمالهم، وأحوالهم، ومواقفهم، وتوجهاتهم.
وسنشرح هذه المعاني، والنصوص المقدسة التي
تدل عليها من خلال المباحث التالية:
أولا ـ النشر والحشر..
وتجليات العدالة:
بعد تلك الفترة الطويلة التي يمر بها أهل
البرزخ، والتي يتلقون فيها دروسا كثيرة، ومن مختلف الأنواع، ومن أصناف مختلفين من
الملائكة، كل حسب تخصصه، تقوم القيامة، وتقع الواقعة، ويفترق الناس ثلاث فرق كبرى،
نص عليها قوله تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ
لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا
(4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ
أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
(8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)﴾ [الواقعة: 1 - 11]
وهذه الآيات الكريمة تشير إلى بدء نشأة أخرى
بعد انتهاء تلك النشأة بقسميها [الدنيوي والبرزخي]، يصنف الخلق على أساسها إلى
أصنافهم الحقيقية، وفق موازين الله، لا وفق الموازين التي وضعوها بأهوائهم.
وقد ذكر القرآن الكريم أن من أهم خصائص هذه
المرحلة أنها [خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ]، فهي تخفض المرتفعين المستكبرين، وتريهم صورهم
الحقيقية التي كانوا يسترونها بكبريائهم وطغيانهم.
وفي نفس الوقت ترفع أولئك البسطاء الذين
خفضهم الظلمة، واحتقرهم الناس، لتريهم صورهم الحقيقية الممتلئة بالجمال، والذي كان
مغطى بذلك الوشاح الدنيوي الذي حال بين البشر ورؤيتهم.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211