اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 197
وإذا
عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلى أشبه
الناس به صاحبكم ـ يعني: نفسه ـ فحانت الصلاة فأممتهم)[1]
وعن
ابن عباس قال: (فلما دخل النبي a المسجد
الأقصى قام يصلي، فالتفت، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه)[2]
ب ـ التواصل
المحدود:
وهو
التواصل الخاص بأهل اليمين، أو بالمؤمنين الذي لم ترق هممهم إلى همم المقربين
والمنعم عليهم، وهؤلاء لهم تواصل أيضا مع أهل الحياة الدنيا، ولكنه محدود بقدر
هممهم.
وقد
أقر بهذا التواصل كل العلماء بما فيهم المنكرون للتوصل المؤثر، فقد ذكر ابن القيم إجماع السلف على ذلك، حيث قال: (والسلف مجمعون على هذا، وقد
تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به)
[3]
ثم ساق
أمثلة كثيرة عن ذلك منها ما رواه عن ابن أبى الدنيا في [كتاب القبور] في باب [معرفة
الموتى بزيارة الأحياء]، ومنها أن ما رواه عن عائشة قالت: قال رسول الله a: (ما من رجل يزور قبر أخيه
ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم)[4]
ومنها ما روي أن بعضهم سأل رسول الله a، فقال: (يا رسول الله! إنّ
طريقي على الموتى، فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم؟)، فقال: (قل السّلام
عليكم يا أهل القبور من المسلمين والمؤمنين، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وإنّا إن
شاء الله بكم لاحقون)،