اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189
قرع
نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه، وقد شرع النبي a لأمته
إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: (السلام عليكم
دار قوم مؤمنين)، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة
خطاب المعدوم والجماد)[1]
ولكن
هذه الصلة ووثاقتها وتأثيرها يعتمد على الدرجة التي بلغها المؤمن بإيمانه، ذلك أن
من المؤمنين من يكتفي بذلك النعيم الذي أعد له، بسبب عمله الصالح، أو ربما يحصل له
ما يشبه النوم الممتلئ بالراحة في انتظار البعث، كما قال a: (إذا
قبر الميت أتاه ملكان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير فيقولان: ما كنت تقول في
هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا عبده ورسوله، فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون
ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم،
فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من
مضجعه ذلك)[2]
أما
المقربون، أو الساعون في خدمة الإسلام، فإن الصلة بينهم وبين الحياة الدنيا تبقى
وثيقة جدا، ذلك أنهم يراقبون كل ما يحصل، ويعينون المؤمنين بالدعاء وغيره.
بناء
على هذا سنذكر هنا ما يدل على كلا الصلتين من خلال المصادر المقدسة، وهي ما يخرج
عالم البرزخ من كونه عالما غيبيا محضا إلى عالم له علاقة بعالم الشهادة، وهو ما
يعطي مبررا آخر لاسمه [البرزخ]
أ ـ التواصل
الممتد:
وهو
التواصل الخاص بالمنعم عليهم، والذين امتلأوا زهدا في الدنيا، كما امتلأوا حبا
لله، وتضحية في سبيله، ولذلك هيأ الله تعالى لهم هذا الجزاء الذي يتناسب مع
اهتماماتهم