responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 186

مخلدون فيها، وأنه ليس هناك حياة غيرها؛ فإن هؤلاء يعاقبون بالانقطاع التام عن هذه الحياة، وإن أتيح لهم ذلك، فهو من باب تربيتهم، حتى يعرفوا قيمة ذلك الاستغراق والحب الذي صرفهم عن الله.

وأما غيرهم من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فإن صلتهم بالحياة الدنيا، تكون بحسب أعمالهم، وزهدهم، وورعهم، ورغبتهم فيما عند الله، وقد ذكرنا أنه لا يمكن عد درجات ذلك، لأن لكل إنسان عالمه الخاص به، والمرتبط بما قدمه من أعمال.

بناء على هذا، سنذكر في هذا المبحث ما ورد في النصوص عن صلة الموتى بالحياة الدنيا، اتصالا وانقطاعا.

وقبل ذلك ننبه إلى ما نبهنا إليه سابقا من أن قوانين النشأة الأخرى تختلف عن قوانين هذه النشأة، ولذلك فقد يكون الشخص في الجنة أو في غيرها، وفي نفس الوقت تكون له علاقة بقبره، أو زواره، أو غيرهم.

وننبه كذلك إلى أن الجنة والنار المرتبطة بأهل البرزخ ـ كما ورد في الروايات ـ ليست هي نفس الجنة والنار التي لا يدخلها أهلها إلا بعد الحساب ونصب الموازين، لتكون دار قرارهم.

وقد ورد في ذلك عن الإمام الصادق أنه سئل عن قوله تعالى في حق آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]، فقال: (ما تقول الناس فيها؟)، فقيل له: يقولون إنها في نار الخلد، وهم لا يعذبون فيما بين ذلك، فقال: (فهم من السعداء؟) فقيل: فكيف هذا؟ فقال: (إنما هذا في الدنيا، وأما في نار الخلد فهو قوله: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46]

وهكذا يشير إلى هذا قوله تعالى عن الجنة: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن:

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست