اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 170
فصعدا
بي في الشجرة، وأدخلاني دارًا لم أرَ قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب، ونساء،
وصبيان، ثم أخرجاني منها، فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل، فيها
شيوخ وشباب)[1]
وبعد
أن ذكر رسول الله a هذه المشاهد التي رآها، وملأ القلوب شوقا لمعرفة
أسرارها، راح يوضح ذلك، ويبينه، ليربي أمته من خلاله، فقد قال مخبرا عن تفسير
الملائكة لما رآه: (أما الذي رأيته يشق شدقه، فكذاب يحدث بالكذبة، فتحمل عنه حتى
تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجل علمه الله
القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والذي
رأيته في الثقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر آكلو الربا، والشيخ في أصل الشجرة
إبراهيم عليه السلام، والصبيان حوله فأولاد الناس، والذي يوقد النار مالك خازن
النار، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء)
[2]
ومن
الأمثلة على ذلك ما أخبر عنه a من ضغطة القبر، والتي وقع الخلاف في شمولها أو عدم
شمولها، لاختلاف الروايات الواردة في ذلك.
فمن
الروايات الواردة في شمولها للناس جميعا، قوله a عند وفاة سعد بن معاذ: (هذا
الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد
ضم ضمة، ثم فرج عنه) [3]
وروي
عنه أنه a قال حينها: (إن للقبر ضغطة لو كان أحد
ناجياً منها نجا سعد بن