فهذه
الآيات الكريمة تعتبر العصاة والأصنام والأوثان (الحجارة) وقوداً لنار جهنم، والوقود
ما تشعل به النار، فيصير وجود الإنسان والأصنام المعبودة بؤرة نار تؤجج به نار
الجحيم.
7 ـ
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي
النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: 90]،
وقوله: ﴿ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا
مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يس: 54]، وقوله: ﴿ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو
الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
[الصافات: 38، 39]، فالآيات الكريمة واضحة في أن الجزاء هو نفس العمل وليس شيئاً
وراء العمل؛ فبظهوره حسب النشأة الأُخرى يجزى به الإنسان من صالح وطالح.
8 ـ
قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ
غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22]، فالآية الكريمة تدل على
أنّ الإنسان كان في غفلة من يوم الوعيد، وانّ لكلّ نفس سائقاً وشهيداً، وأن هذه
الحقيقة كانت مستورة عن الإنسان في هذه النشأة ويرتفع الغطاء عن بصره وبصيرته فيرى
ما خفي عليه ويتذكره.
ب ـ الأدلة
العقلية على تجسم الأعمال:
وقف
المتكلمون من الأدلة النصية السابقة موقفين: موقف يرى أنها على ظاهرها،
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161