اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 130
الضَّرَرِ
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ الله
الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً
وَكُلًّا وَعَدَ الله الْحُسْنَى وَفَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ عَلَى
الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 95]
وهذا
الاختلاف في الدرجات يستدعي اختلاف التعامل مع كل درجة، بحيث يكون لكل إنسان جزاؤه
الخاص به، والذي يختلف فيه عن غيره، وإن كان يصنف ضمن صنف معين، فليس كل المقربين
بدرجة واحدة، وليس كل أهل اليمين بدرجة واحدة.
3 ـ البرزخ.. وتجليات مصير أصحاب الشمال:
اهتم
القرآن الكريم بعرض مشاهد كثيرة لأصحاب الشمال، وهم الذين حادوا الله، إما بعدم
الإيمان مطلقا، أو بعدم الخضوع لما يتطلبه الإيمان من تكاليف، مع الإصرار على ذلك.
وهي
كلها تدخل ضمن دائرة العدل الإلهي، ذلك أن إقامة الحجة على العباد، وبيان المصير
الذين ينتظرهم عندما يخالفون الأوامر من الضروريات التي تقتضيها العدالة، ولذلك
نرى كل القوانين لا تكتفي بذكر الجرائم، وإنما تضع بجانبها العقوبات المرتبطة بها.
وهذا
يدخل أيضا ضمن دائرة الإنذار التي هي من وظائف الرسل الكبرى، فكلهم كانوا مبشرين
ومنذرين، ولهذا عندما يعترض المجرمون يوم القيامة على العقوبات التي تسلط عليهم
تجيبهم الملائكة الموكلة بهم: ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
(71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر: 71، 72]
بل إن
الله نفسه يتولى سؤال عباده عن ذلك، ويقول لهم: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي
وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا
وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ
كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 130]
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 130