اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 115
فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]
وهذا
يعني الصفاء التام لهؤلاء المقربين إما بعدم ارتكابهم المعاصي مطلقا، أو بتوبتهم
منها توبة نصوحا بحيث أهلتهم لذلك المقام الرفيع.
ولعل
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69] يشير إلى هذا
الصنف، والذي اعتبر سراطه هو السراط المستقيم، كما قال تعالى: ﴿ اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 6، 7]
وقد
ذكر القرآن الكريم العلاقة الطيبة بين هذا الصنف والملائكة، قال تعالى: ﴿أَلَا
إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64]
فقد
روي أن الذي يقوم بالتبشير والتثبيت الملائكة عليهم السلام، وربط هذه البشارات بهم
يدل على تلك الصحبة الطيبة التي كانت بين المؤمنين وبينهم، فقد كانوا نعم الرفاق
والأصدقاء، ولذلك كانوا أولياءهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، بل في كل المحال.
وقد
روي عن بعض الصالحين أنه كان إذا أصبح قال: (مرحبا بملائكة الله، اكتبوا: بسم الله
الرحمن الرحيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، وكان آخر يأخذ
إفطاره، ثم يغمسه في الماء في جر كان له في بيت مظلم، ثم يقول:(يا ملائكتي طالت
صحبتي لكما فإن كان لكما عندالله شفاعة فاشفعا لي)
ولهذا تقول
الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: (نحن كنا أولياءكم؛ أي: قرناءكم في الحياة
الدنيا، نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة، نؤنس منكم
الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور،
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 115