وروي
عن الإمام علي قوله في تفسيرها: ([وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً] هي الملائكة تنزع
أرواح الكفّار،و[النَّاشِطَاتِ نَشْطاً] هي الملائكة تنشط أرواح الكفّار، ما بين
الأظفار والجلد حتّى تخرجها،و[السَّابِحَاتِ سَبْحاً]الملائكة تسبح بأرواح
المؤمنين السماء والأرض، [فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً] هي الملائكة تسبق بعضها بعضاً
بأرواح المؤمنين إلى الله تعالى)[2]
وهكذا
ورد في القرآن الكريم وصف معاملة الملائكة لهم، وهم في تلك الحالة بين الحياة
والموت، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ
سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
[النحل: 32]
وقد
وصف هؤلاء المقربون في الآية الكريمة بكونهم طيبين، أي أنه لا يوجد فيهم شيء من
الخبث الذي قد يكون موجودا في أهل اليمين، وقد ذكر الفخر الرازي سر ذلك السلام
الذي حظي به هؤلاء الطيبون من الملائكة في ذلك الموقف الحرج، فقال: (وقوله: طيبين
كلمة مختصرة جامعة للمعاني الكثيرة، وذلك لأنه يدخل فيه إتيانهم بكل ما أمروا به،
واجتنابهم عن كل ما نهوا عنه ويدخل فيه كونهم موصوفين بالأخلاق الفاضلة مبرئين عن
الأخلاق المذمومة، ويدخل فيه كونهم مبرئين عن العلائق الجسمانية متوجهين إلى حضرة
القدس والطهارة، ويدخل فيه أنه طاب لهم قبض الأرواح وأنها لم تقبض إلا مع البشارة
بالجنة حتى صاروا كأنهم مشاهدون لها ومن هذا حاله لا يتألم بالموت)[3]
ويشير
إلى هذا أيضا قوله تعالى في سبب أهلية أهل الجنة للجنة: ﴿ وَسِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا
وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ