responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

أجاب المؤمن: لا، فإذا كان الوعي من وظائف العقل، فإن العقل من مظاهر الذات الإنسانية.

تساءل الملحد: وماهي الذات الإنسانية؟ ولما لاتقبل فكرة أن العقل هو آخر المطاف، وأنه هو ذات الإنسان؟

قال المؤمن: دعني أروي لك حكاية حقيقية مؤلمة لكنها تبين بوضوح ما أٌقصد، تعرضت إحدى طالباتي في الجامعة لحادث شديد أثناء شهر العسل فقدت على اثره الوعي لعدة أيام، وعندما استعادت وعيها، كانت تعاني من فقدان جزئي للذاكرة، أنساها بأنها متزوجة، كما كانت تعاني من تغير في شخصيتها وسلوكها وكخطوة علاجية عرضوا عليها تسجيلأ لحفل زفافها، فأدركت تدريجياً أنها متزوجة من ذلك الرجل كما استعادت تدريجياً شخصيتها وطبيعتها، لقد كانت سوزي طوال فترة غيابها عن وعيها هي سوزي بالنسبة لنا، كما كانت تدرك طوال فترة فقدانها الجزئي للذاكرة وتغير شخصيتها أنها سوزي ألا يثبت ذلك أن لنا وجوداً حقيقياً مختلفاً عن وعينا وذاكرتنا وشخصيتنا.. إننا نظل نحن حتى وإن غبنا عن وعينا ووهنت ذاكرتنا وتشوهت شخصيتنا وطبيعتنا.

إذا شرحنا مخ الإنسان، جزءاً جزءاً وإذا استطعنا أن ننظر داخل كل خلية من خلاياه فلن نضع أيدينا على موضع الذات الإنسانية، نحن لانعرف شخصية الإنسان عن طريق الفحوصات المعملية والإشعاعية ولكن عن طريق معرفة كيف يشعر هذا الإنسان، فيما يفكر، ماهي طموحاته، ماهي نظرته للوجود.. وهكذا.

والخلاصة أن حقيقة الإنسان تتجاوز جسمه ومخه وعقله ووعيه، فللجوهر الذي يشعر أنه وجود واحد متكامل يقول عن نفسه أنا، لذلك أعلن سير جونز إكيلز عند تسلمه لجائزة نوبل في الطب عن أبحاثه في بايولوجيا المخ قائلا: (أجدني مضطراً إلى القول بطبيعة غير مادية لذاتي وعقلي طبيعة تتفق مع مايسميه المتدينون الروح)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست