responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

لقد قال له الشيطان، وهو يدعوه للأكل منها: { يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه: 120]، {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21]

لكنهما بمجرد أن أكلا من الشجرة التي توهما أنها شجرة السعادة علما بمقدار الغرور الذي حصل لهما.. فالشجرة لم تكن شجرة سعادة.. ولو كانت كذلك ما نهاهما الله عنها، وإنما كانت شجرة تُعري كل من أكل منها، وتجعله غير جدير بتلك الجنان، ولا بالنعيم الذي وفر فيها.

لقد أكلا منها على الرغم من التحذير الصريح الوارد من الحضرة المقدسة، فقد قال الله تعالى لآدم عليه السلام ناصحا: { يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 117 - 119]

لكنه في غمرة الغفلة عن هذه النصيحة الإلهية، والمعارف المرتبطة بها وقع في المعلومات الخاطئة التي سربها له الشيطان، والتي جعلته يعطي الشجرة من الأوصاف ما لم يكن لها.

هذه القصة يا بني تتكرر كل حين.. ومع كل الناس.. ومع كل التعاليم الإلهية.. فالله تعالى الذي اختبر آدم عليه السلام بتلك الشجرة، اختبرنا بأشجار كثيرة نهانا عنها، وحذرنا من الاقتراب منها، وبين العواقب الخطيرة التي تنتظر من يفعل ذلك.

لذلك كان العلم بتلك الأشجار، وتصحيح المفاهيم حولها، هو الأساس الذي لا يمكن أن ينجو من الشقاوة إلا من بدأ به، واهتم له.

فالكثير من الأشجار المنهي عنها اختلطت مع الأشجار المباحة، أو المرغّب فيها؛ فأصبح المعروف منكرا، والمنكر معروفا، بفعل التلبيسات الإبليسية، والأوهام

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست