responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

الشاوه

هل رأيت ـ يا بني ـ ذلك الطبيب الذي يمسك بيده السيجارة، وهو يحذر الناس من التدخين، أو ذلك الذي يكتب الدراسات العلمية عن أضرار الكحول، في نفس الوقت الذي لا يستطيع أن يكف نفسه عن تناوله؟

هكذا الأمر بالنسبة للشقاء.. فهو مكروه عند الجميع.. ولا أحد إلا ويتصور أنه ينفر منه، ويستعمل كل الوسائل حتى لا يصبح في زمرة الأشقياء.. لكن النفرة النفسية، أو التعبير عنها شيء، والواقع شيء آخر..

فأكثر من ينفرون من الشقاوة، أو يزعمون لأنفسهم أنهم لا يريدونها، تجدهم يضحون بكل شيء في سبيلها، بل يبذلون كل أموالهم وعرقهم ودمائهم في سبيل تحصيلها.

هم يفعلون مثل ذلك المدمن والمدخن تماما.. فالنفرة النفسية، والكلام الدال عليها، والفلسفة المرتبطة بها شيء.. والواقع شيء آخر.

أتدري ما سبب ذلك يا بني.. إنه يعود لأمرين.. كلاهما من الضرورات التي لا ينجو من الشقاوة إلا من تعلم علمهما.

أما أولهما.. فالعلم بحقيقة الشقاوة، ومصدرها، ومجالاتها.. فلا يفر من الشقاوة، من لا يعرفها.. لأنها قد تتزين أحيانا بملابس السعادة، ثم تخدع من ينبهر بصورتها، لتسقيه سمومها.

هي تفعل تماما مثلما فعل إبليس حين راح يزين لآدم عليه السلام الأكل من الشجرة، مع العلم أنها الشجرة الوحيدة التي قد يشقى من أكل منها.. أما سائر الأشجار، فكانت كل ثمارها نافعة صالحة.

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست