responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168

(ذللت طالبا، فعززت مطلوبا ) [1]

وأشار إلى ذلك الشاعر بقوله:

العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي

بل أشار إلى ذلك القرآن الكريم عندما أخبر أن حقائق العلم لا تصل إلا لمن توفرت فيهم هذه الصفة، فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37]

ولذلك، فإن أولئك المعترضين المجادلين الذين يقابلون الحقائق بالتكبر، لن ينالوا شيئا منها، فالحقائق عزيزة، ولا يستقبلها إلا من كان فيهم من اللين والسهولة ما ييسر تلقيها وقبولها.

لقد أشار الله تعالى إلى ذلك، وبين سببه، فقال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 204 - 206]

فالله تعالى ذكر في هذه الآيات السبب في فساد هذا المستكبر.. وهو تكبره على الحق، واستعلاؤه على الناصحين، بل استعلاؤه على الله.. ولذلك كانت عاقبته هي الهوان العظيم والذلة الكبرى.

وفي مقابل هذا العتل الجواظ المستكبر وصف الله المؤمنين بالذلة بعضهم لبعض، ذلك أنهم لا يحملون في قلوبهم أي كبر أو استعلاء، بل يلينون للحق وأهله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ


[1] إحياء علوم الدين (1/ 9)

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست