responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 78

والملاعب، لكن أن تذكرهم في المساجد، وتزاحم بهم الأنبياء والأولياء، وتدعو الناس لأن يجعلوهم قدوة لهم؛ فتلك هي الطامة الكبرى، فالناس لن يسمعوا لكلامك فقط، بل سيبحثون ويدرسون ليكتشفوا من هم أولئك الذين تشيد بهم، وتدعو إليهم.

لا أدري ما أقول لك ـ أيها الرفيق العزيز ـ فأنا أعلم ثقل كلامي على سمعك، وأعلم أنك لا تريد أن تخرج من دين قومك، لتدخل في دين الله، ولذلك تسارع إلى تلك الأصنام كل حين تلمعها وتطيبها، لتشعر أنك لا تزال مع قومك.. وإن سمعت شخصا يدعوك لتحطيمها رحت تخاطبه بما خاطبت به قريش رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، أو رحت تقول له ما قال قوم نوح عليه السلام مخاطبين نبيهم: { لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [نوح: 23]

وأنت كذلك ـ أيها الرفيق العزيز ـ والفرق بينك وبينهم أنهم اكتفوا بخمسة أصنام، لكنك لم تكتف بخمسة آلاف صنم، أو خمسمائة ألف صنم، أو أكثر من ذلك.. كلهم ملتفون حول كعبة قلبك يزاحمونها؛ فلا ترى الحقائق إلا بعد رؤيتك لهم، ولا يمكن أن ترى الحقائق صافية وأنت تشاهدها من خلال مرائيهم المملوءة بالقذارة.

لست يائسا منك ـ أيها الرفيق العزيز ـ مع كل ما تقابل به نصائحي من شدة وغلظة وعنف، لأني أعلم أنك لا تخاطبني بذلك العنف، وإنما تخاطب نفسك من خلالي؛ فأنت لم تقتنع بهم أصلا، ولكنك خشية على نفسك من قومك، فرحت تعبدهم مثلما يعبدونهم، ولو أنك تخلصت من قومك، وعلمت أن كل ما فوق التراب تراب، لهان عليك أن ترميهم جميعا في المحرقة، ليبقى قلبك خالصا لربك؛ فلا يمكن أن يعرف الله من ملأ قلبه بالأصنام.

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست